أقصوصة
نزول اضطراري
المشهد الأول
كان يتصفح الجريدة بحثا عن العناوين المثيرة ،كعادته كل صباح.وبين الفينة والأخرى،يرفع فنجان القهوة نحو شفتيه ..رشفة..رشفتان...عطر نسائي فواح يتسرب إلى خيشومه،وبحركة عفوية،يرفع عينيه نحو مصدر العطر الجذاب ..التقت عيناه بعينيها الخضراوين على إثر التفاتة خاطفة منها.جديلة شقراء من شعرها ترتعش فوق الحاجبين العريضين .أحست بنظراته المشتعلة تخترق جسدها الممشوق ، فأشاحت بوجهها عنه بكبرياء وغنج ،ومضت تسحب، برفق وانكسار، هيكلها المقدود من حريق داهم .انتابت جسمه رعشة سرى دبيبها في كل خلايا ه.ابتعدت قليلا .عاودت النظر إليه خلسة..ثم ابتلعتها زحمة الشارع...أفرغ ما تبقى من فنجان القهوة في جوفه..تنهد..وانسحب إلى بيته بعد أدى ثمن الفنجان لنادل المقهى ...
ا
لمشهد الثاني:
وضعت الزوجة "قصعة" الكسكس على مائدة الطعام،وقبل أن يشرع في الأكل سأل عن الأولاد ،أخبرته الزوجة بذهابهم لزيارة الجد. وقبل أن يرفع اللقمة الأولى إلى فمه، طفق يتأمل وجه زوجته ويطيل التأمل والنظر في عينيها..ارتسمت علامات الاستغراب على محيا الزوجة،وانحبس السؤال في شفتيها ..طلب منها أن تزيل المنديل عن رأسها وأن تطلق شعرها من عقاله ،لبت رغبته باستغراب أكبر..نظر إليها مليا ،تحسس شعرها الذي بدأ يشتعل شيبا ..شعر بشيء ما أسفل المائدة يخدش إحدى قدميه.انتبه لنفسه..ابتسم ابتسامة بلهاء..وقبل أن يحمل طفله الأصغر ويضعه على ركبته كعادته كلما جلس إلى المائدة، بادرته الزوجة سائلة في خجل:- ما بالك اليوم؟ أراك غريبا على غير عادتك ! ..أجابها على التو: – لاشيء يا عزيزتي...فقط أشعر أننا كبرنا و أن الزمن قد شاخ بنا ...امتعض..بلع ريقه..تنهد..وشرع يلتهم الكسكس ويزدرد اللقم ازدرادا .كانت الزوجة تراقب المشهد باستغراب شديد وهي تلف شعرها بالمنديل...