أسئلة بريئة
أذكر عندما كنت صغيراً، حين كنا نجلس في بيتنا الواسع، المكون من غرفة واحدة،كنت أستمع إلى والدي عندما كان يستمع إلى نشرات الأخبار عامة والقضية الفلسطينة خاصة، عندها كان يثور، ويشتم الأنظمة العربية ويصفها (بالرجعية)، عدا (عبد الناصر)، وحكمه، فتعض والدتي على شفتيها وهي تنظلر نحوي، لماذا ؟ لم أكن أدرك ذلك حينها.
وبمرور الأيام فهمت أنها تطلب من أن لا أشتم أحدا من الحكومات العربية كما يفعل والدي حرصاً علي.
وفي أحد الأيام حين كنت مستلقياً على (حجرها)، وكانت تحتضن رأسي وتعبث بشعري، سألتها دون مقدمات: لماذا لنا عينان ..؟
- كي نرى الأشياء على حقيقتها، بجمالها أم بقبحها، ولكي نقرأ ونثقف أنفسنا، فالعلم هو طريق خلاص الأمة من مخلفات الاستعمار.
ثم تابعت بسؤال آخر وأنا ابتسم: ولماذا لنا أذنان..؟
نظرت إلي باهتمام أكبر وقالت: كي نسمع بهما!!!
كل شيء..؟
- نعم.
حتى لو كان ما نسمعه كذباً..؟؟
- حتى لو كان ما نسمعه كذباً.
وتابعت حديثي بسؤال آخر: ولماذا لنا لسان..؟
دققت النظر في ملامح وجهي، وكأنما فهمت ما أرمي إليه وقالت بنبرات قوية: أعتقد أن اللسان موجود في فمك كي يساعدك على تذوق الطعام وابتلاعه ...!!