مما لا شك فيه أن استخدام كريمات تفتيح البشرة بشكل عشوائي ومبالغ به من قبل بعض الفتيات والسيدات ، ينطوي على مخاطر صحية ، ويؤدي إلى نتائج خطيرة للغاية ، حيث أن التحليل الكيميائي لكريمات تفتيح البشرة المتداولة تجاريا في الأسواق ، قد بين احتوائها على مجموعة خطيرة من المواد والمركبات مثل الهايدروكينون hydroguinone والكورتيزون ومادة benzenediol ، بالإضافة إلى عدد كبير من المواد ذات الأصل الزئبقي.
ويؤكد أخصائيوا التجميل ، أن مثل هذه المركبات يتم وصفها فقط في الحالات المرضية ومن قبل الطبيب المختص ويتم أخذها تحت المراقبة الطبية الدقيقة ، ومن أهم هذه الحالات المرضية ، الكلف و النمش وحب الشباب والجدري ، أيضا فإنه يتم مراعاة أخذ هذه المواد حسب نوع البشرة سواء كانت جافة أو دهنية أو مركبة من الجافة والدهنية ، حيث انه في كل نوع يتم وصف نوع خاص من تلك الكريمات التجميلية .
يذكر هنا أن مادة الكورتيزون تعتبر من المواد الخطرة وتتسبب عند استخدامها لتفتيح البشرة ، في ضمور الجلد وتزايد نمو الشعر في بعض مناطق الجسم ، أيضا فإن مادة الهيدروكينون والتي تستخدم لتخفيف نشاط الخلايا عند تهيج صبغة الميلانين في الجسم ، فإنها تضر كثيرا المرأة الحامل ، أما مادة البنكوين والموجودة في بعض الكريمات ، فقد بينت المشاهدات الطبية ، أن استخدمها بشكل عشوائي وبدون وصفات طبية ، قد أدى إلى تسببها بتبييض كامل الجسم.
مثل هذه الكريمات يجب قبل أن يتم تداولها في الأسواق ، فحصها من قبل المختبرات الطبية المتخصصة والتابعة مثلا لوزارة الصحة أو في مختبرات الرقابة الدوائية ، كما يجب أن تحصل على موافقة F.D.A ، كذلك ينبغي منع صالونات التجميل والصيدليات والمحلات التجارية المتخصصة في مواد التجميل ، من تداولها وإعطائها لكل من ترغب في تغير لون بشرتها ، حيث تبين في الكثير من الحالات احتواء بعض هذه الكريمات على نسب من المواد السابقة الذكر أكثر بعشر مرات من النسب المسموح بها طبيا ، فمثلا نصت اللوائح الطبية على أن نسبة الهايدروكينون في كريمات التجميل يجب أن لا تتجاوز 2% ، إذ انه عند تجاوز هذه النسبة فإن تلك الكريمات تؤدي إلى ما يسمى ب Ochronosisأي ترسيب مادة الميلانين داخل بعض أنسجة الجسم كالغضاريف والمفاصل كما تتسبب في الإصابة بحساسية الجلد والحكة الشديدة.
إن الكثير من الأطباء يجمعون على أن كريمات تفتيح البشرة والتي تحتوي على تلك المواد الخطيرة جدا يجب عدم صرفها إلا بوصفات طبية وليست وصفات تجميلية ، ومما يدفعهم إلى إطلاق تحذيراتهم بشكل متكرر ، الآثار الجانبية الخطيرة التي تنجم عنها وأيضا تعذر إصلاح الضرر الذي يلحق ببشرة الفتاة أو السيدة عند حدوثه ، مما يخلق حالة مرضية شديدة التعقيد تفشل عندها الوسائل الطبية في علاجها.