كلية حقوق السادات
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الكُرَات.. صناعة نشأت في أحضان الثقافة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Nero A Échoué
Admin
Nero A Échoué


المساهمات : 390
تاريخ التسجيل : 14/02/2010

الكُرَات.. صناعة نشأت في أحضان الثقافة Empty
مُساهمةموضوع: الكُرَات.. صناعة نشأت في أحضان الثقافة   الكُرَات.. صناعة نشأت في أحضان الثقافة Icon_minitimeالثلاثاء فبراير 16, 2010 11:14 am

تقرير- مهند الشناوي

يسمونها "الساحرة المستديرة"، تلك الكرة التي لا تكل ولا تمل.. تجري بين أقدام 22 لاعبًا.. يتعبون ولا تتعب، ويصابون ولا تتأذى، ويغادرون الملعب وتبقى هي، ورغم أنها ميتة في الأساس، فإنها تحيي قلوب الملايين عندما تعانق معشوقتها.. الشباك، وتغتال أحلام أناس آخرين في الوقت ذاته، إذا ما قررت أن تعاندهم، وتجانب المرمى أو تصطدم بالقائم، وإذا كان البعض يعتقد أن هذا جنون، فإن هذا الـ"بعض" هو أول من يهلل ويصفق وينفعل وتتعالى صيحاته وتحتبس أنفاسه في المباريات.

ولأن الكرة هي العنصر الفاعل في مباريات كرة القدم، وهي التي تخطف الأبصار عندما تجري على الأرض أو تطير في الهواء، حاملة معها آهات وصرخات وانفعالات، فقد حازت على اهتمام الإنسان منذ أن اخترع كرة القدم، وكان حرصه على إدخال كل جديد إلى لعبته المفضلة لتصير إلى الأمتع والأكثر إثارة، ولعل صناعة الكرة نفسها التي يُلعَب بها من أكثر ما تم تطويره في اللعبة الأكثر شعبية على مستوى العالم.

ويرجع الفضل إلى الإنجليزي تشارلز جوديير في صناعة أول كرة قدم عام 1836، وبدايةً كانت تصنع الكرات من جلود الحيوانات مثل الماعز والخنازير، وشيئًا فشيئًا بدأت تكنولوجيا الصناعة تطول صناعة الكرات مثلما يحدث مع أية صناعة أخرى لها شأنها واحترامها على المستوى العالمي.

ومنذ بداية التسعينيات في الألفية الثانية، أدخلت العديد من التعديلات على الكرة من حيث الحجم والوزن والخامة، إلا أن البداية الحقيقية للاهتمام بصناعة الكرات كانت في عام 1970 عندما دخلت شركة "أديداس" العريقة هذا المجال بإنتاجها كرة عرفت بـ"تليستار"، وهي أول كرة تحمل اللونين الأبيض والأسود، وتم استخدام هذه الكرة في كأسيْ عالم 1970 في المكسيك و1974 في ألمانيا، وكان الفارق الوحيد بينهما أن كرة عام 1970 كانت تتميز بكتابة ذهبية، أما كرة عام 1974 فكانت الكتابة عليها بالأسود.

وقد ساعدت هذه الكرة ملايين المتفرجين من خلال شاشات التليفزيون الأبيض والأسود الذي كان منتشرًا بكثرة في هذا الوقت، حيث كانت رؤيتها بالنسبة لهم أكثر سهولة، ومن هنا جاء اسمها "TelStar" أي "نجمة التليفزيون" دمجًا بين كلمتيْ "Television" و"Star".

وكانت "تليستار" أول كرة تأخذ الهيئة التقليدية لكرة القدم.. الأشكال الخماسية المتداخلة مع الأشكال السداسية، حيث احتوت على 12 قطعة خماسية و20 قطعة سداسية، ومنذ اختراعها بدأت الكرة في التطور شيئًا فشيئًا مع الحفاظ على تقسيمها إلى قطع خماسية وسداسية، وكانت هذه الكرة مصنوعة من الجلد، وبسبب ملمسها الأملس لم تكن تمتص المياه مما جعلها تحافظ على ثبات وزنها حتى في الظروف المطيرة.

وفي كأس العالم 1978 الذي استضافته الأرجنتين، قامت شركة أديداس بتسمية كرة المونديال باسم أشهر الرقصات الأرجنتينية "تانجو" وهو الاسم الذى يطلق أيضًا على المنتخب الأرجنتيني.

وتميزت "تانجو" بتصميم هندسي جديد ظل مستخدمًا حتى العشرين سنة التالية، معتمدًا على المثلثات ذات الأضلاع المقوسة للخارج "20 مثلثًا" التي تكون فيما بينها أشكالاً دائرية "12 دائرة"، وكانت هذه الكرة وقتها أغلى كرة فى تاريخ كرة القدم، حيث وصل سعرها آنذاك إلى 50 جنيهًا استرلينيًا، وتم استخدام هذه الكرة في الألعاب الأوليمبية وبطولة أمم أوروبا عام 1980.

وفي كأس العالم التالية 1982 بإسبانيا تم استخدام جيل جديد من الكرة "تانجو" عرفت باسم "تانجو إسبانيا"، وهي شبيهة بالكرة السابقة مع إدخال تعديلات بسيطة عليها تجعلها أكثر مقاومة للماء، وشهدت التانجو عدة تعديلات عليها لجعلها تقاوم كل أنواع الأراضي، سواءً أكانت أراضي صلبة "جافة" أو مبتلة.

وفي عام 1986، وتحديدًا في كأس العالم التي استضافتها المكسيك، ظهرت الكرة التي عرفت باسم "أزتيكا"، وعادت هذه الكرة إلى تراث صناعة الكرات حيث كانت تتم حياكتها باليد، وكانت تصنع من طبقة من الجلد الصناعي تغطي ثلاث طبقات أخرى، وذلك من أجل ضمان أن تظل الكرة كارهة للماء ولا تمتصه عند سقوط أمطار، وفي الوقت ذاته تحافظ الكرة على شكلها المستدير حتى مع ضغط الأرض الصلبة.

وكانت الكرة مزينة بألوان من التراث المكسيكي، وسميت باسم "أزتيكا" نسبة إلى شعب "الأزتيك"، وهو أحد أهم الشعوب في أمريكا القديمة، والتي عاشت في الوادي الذى يحتضن اليوم مدينة مكسيكو سيتي عاصمة المكسيك.

وبالتصميم الأساسي نفسه لكرتيْ "تانجو" و"أزتيكا"، ظهرت كرة "إتروسكو يونيكو" في كأس العالم 1990 بإيطاليا، كما تم استخدامها في أمم أوروبا 1992 بالسويد، وكانت مصنعة بالكامل من الألياف الصناعية، ويرجع اسم الكرة إلى اسم سكان شمال ووسط إيطاليا في عام 1000 قبل الميلاد الذين عرفوا بالـ"إتروسكان" وكان الأسد هو شعارهم، لذلك كانت رؤوس الأسود تزين المثلثات بهذه الكرة.

وعندما استضافت الولايات المتحدة الأمريكية كأس العالم 1994، شهدت صناعة الكرات طفرة علمية تكنولوجية، وعرفت الكرة الرسمية لهذه البطولة باسم "كويسترا".

ونظرًا للشعبية العالية التي حظيت بها "كويسترا" تم إنتاج العديد من الأجيال منها، وتم استخدامها في أكثر من مناسبة، مثل أمم أوروبا 1996 بإنجلترا، ومنافسات كرة القدم في دورة الألعاب الأولمبية 1996 في أطلنطا بالولايات المتحدة أيضًا.

وصممت "كويسترا" لكي تكون أكثر طاعة للقدم، بمعنى أن تكون أكثر دقة وسهولة في التحكم، وتم تصميمها فى فرنسا، بينما أجريت عليها اختبارات عديدة في البلد نفسه، وفي ألمانيا والولايات المتحدة من قِبَل لاعبين من كل الفئات العمرية.

ولأن شركة أديداس أجرت اختبارات على هذه الكرة مع بعض نجوم اللعبة وسألتهم عن إمكاناتها، فقد تم تسميتها باسم "Questra"، والذي يعد اختصارًا لجملة "Quest for the star" أي "سؤال للنجم".

أما في مونديال 1998 الذي استضافته فرنسا، فقد ظهرت كرة الـ"ترايكلر" أو "ثلاثية الألوان" والتي حملت ألوان العلم الفرنسي الثلاثة الأحمر والأزرق والأبيض، وهي أول كرة ملونة تستخدم في مباريات كأس العالم.

وتعد "ترايكلر" آخر أجيال الكرة "تانجو" ذات العشرين مثلثًا والاثنتي عشرة دائرة، وكانت هذه الكرة أكثر مرونة وسرعة من أسلافها، كما كانت أكثر استجابة للصدمات، مما جعل الفرق تحتاج إلى تجربتها قبل انطلاق كأس العالم.

وبشكل مختلف تمامًا وتصميم أنيق فريد محطمًا الشكل التقليدى للكرة "تانجو" التي ظلت سائدة لمدة عشرين عامًا، ظهرت الكرة التي عرفت باسم "فيفر نوفا" في كأس العالم 2002 بكوريا الجنوبية واليابان، وتميزت بلون أبيض وعلامة ذهبية مميزة مستوحاة من التراث الآسيوي، حيث تم صنعها في الهند وباكستان.

إلا أن هذه الكرة سببت متاعب كثيرة لحراس المرمى، حيث كانت تحتوي على مسام هوائية بين الطبقات الخارجية والطبقات الخارجية "مجموعها 11 طبقة" تجعلها أكثر قابلية لتغيير اتجاهاتها في حال تسديدها مقوسة بباطن القدم أو وجهها الخارجي، ذلك إلى جانب كون الكرة أقل وزنًا وأصغر حجمًا.

لذلك لم تكمل هذه الكرة مشوارها فى أوروبا، وتم تصميم كرة جديدة في كأس الأمم الأوروبية "يورو 2004" بضيافة البرتغال عرفت باسم "روتيرو"، والكلمة برتغالية تعني "رحلة" في إشارة إلى الاكتشافات الجغرافية التى قام بها المكتشفون البرتغاليون في القرنين الخامس عشر والسادس عشر الميلادي.

إلا أن "روتيرو" أيضًا سببت العديد من المشاكل لكن هذه المرة للاعبين وليس لحراس المرمى، حيث قال العديد من اللاعبين إنه من الصعب لعب التمريرات الطويلة بها لأنها أخف من اللازم، كما يصعب تسديدها على المرمى من مسافات كبيرة، بينما وصفها البعض بأنها تشبه الكرة البلاستيكية التي يلهو بها الأطفال.

وشهد كأس العالم 2006 في ألمانيا الكرة التي عرفت باسم "تيم جست" التى تعد أفضل كرة خرجت إلى العالم على الإطلاق حتى الآن بشهادة محترفي اللعبة، حيث تقاوم الماء إلى أبعد الحدود، كما أنها أكثر الكرات استجابة لرغبات القدم، لذا حصلت على إعجاب العديد من اللاعبين وعلى رأسهم واحد من أفضل مسددي الضربات الثابتة في العالم هو الإنجليزي دافيد بيكهام.

وشهدت بطولة أمم أفريقيا "غانا 2008" لأول مرة وجود كرة مميزة لها عرفت باسم "واوا آبا"، وكانت مزركشة برسومات أفريقية وألوان حمراء وصفراء وخضراء، إلا أن كثيرًا من لاعبى البطولة لم تعجبهم الكرة بسبب تشابه ألوانها مع ألوان ملابس أكثر من منتخب أفريقي، فالألوان الثلاثة المميزة للكرة هى الأكثر انتشارًا بين أعلام البلدان الأفريقية، وبالتالي فنسبة وجود هذه الألوان في ملابس المنتخبات كبيرة.

وفي كأس الأمم الأوروبية "يورو 2008" التي استضافتها النمسا وسويسرا، ظهرت كرة "يورو باس" من شركة أديداس أيضًا، والتي تعد أحد الأجيال الحديثة من الكرة السابقة لها "تيم جست"، ولم تكن الكرة الجديدة عائقًا أمام اللاعبين حيث لم يشتكِ منها أحد، وبالتالي فهي تعد إحدى الكرات الناجحة التي أنتجتها الشركة العريقة.

ومع انطلاق بطولة كأس القارات الصيف الماضي بجنوب أفريقيا ظهرت كرة جديدة عرفت باسم "كوبانيا"، و"كوبانيا" كلمة أفريقية تنتمي إلى لغة تعرف باسم "سيسوتو"، وهي لغة يتحدث بها حوالي خمسة ملايين نسمة في دولتي جنوب أفريقيا وليسيوتو، وتعني في هذه اللغة "لننضم معًا" وهو الهدف من كأس القارات الذي يجمع المنتخبات من مختلف القارات لأول مرة في القارة الأفريقية، تمهيدًا لكأس العالم 2010 الذي يقام في بلاد الـ"بافانا بافانا".

أما الكرة الثالثة الخاصة بقارة أفريقيا بعد "واوا آبا" و"كوبانيا"، فهي كرة "جابولاني" التي تلعب بها كأس الأمم الأفريقية الحالية في أنجولا، والتي ستستخدم أيضًا في كأس العالم الصيف المقبل، و"جابولاني" تعني "جلب الفرح للجميع" في لغة الـ"زولو"، وهي لغة محلية يتحدث بها 24% "حوالي 10 مليون نسمة" من سكان جنوب أفريقيا، كما تنتشر أيضًا في زيمبابوي ومالاوي وموزمبيق وسوازيلاند.

ويعد الرقم "11"، عدد لاعبي فريق كرة القدم، عنصرًا مهمًا بالنسبة للكرة "جابولاني"، فهي الكرة رقم 11 لبطولات كأس العالم تنتجها شركة أديداس، وهي تحتوي على 11 لونًا، كما أن الـ"زولو" هي لغة من أصل 11 لغة يتحدث بها الجنوب أفريقيون، أضف إلى ذلك أن كأس العالم2010 سينطلق يوم 11 يونيو وينتهي يوم 11 يوليو.

وأكدت شركة أديداس عند الكشف عن "جابولاني" في كيب تاون، أن سطحها مصنع بطريقة تجعلها مستقرة وتحت السيطرة في جميع الظروف.

وإلى الآن لم تظهر شكاوٍ كثيرة من كرة "جابولاني" لكل من جربها، إلا من بعض حراس المرمى، ومنهم الإسباني فيكتور فالديز حارس برشلونة الذي أعرب عن تخوفه من هذه الكرة مؤكدًا أنه لا يمكن توقع حركتها.

وبخلاف ذلك، أشاد السويسري جوزيف بلاتر رئيس الاتحاد الدولي للعبة (فيفا) ولاعبين كبار بالكرة الجديدة، حيث قال كاكا لاعب منتخب البرازيل: "بالنسبة لي الإحساس بالكرة هو كل ما يهم وهو أمر رائع مع هذه الكرة".

وتنتظر الكرة "سامبا" أن ترى النور مع كأس العالم 2014 في البرازيل، وبالطبع فإن اسمها يدل على الدولة المضيفة، فالـ"سامبا" هي الرقصة الشعبية البرازيلية الشهيرة، كما أنها الاسم الذي يطلق على المنتخب الفائز بكأس العالم 5 مرات.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://sadat.roo7.biz
 
الكُرَات.. صناعة نشأت في أحضان الثقافة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
كلية حقوق السادات :: المنتديات العامة :: الكرة المحلية والعربية والعالمية-
انتقل الى: